بسم الله الرحمن الرحيم
مضى ثلث الشهر ولم يبقى إلا الثلثان مضى الثلث الأول بطرفة عين وسوف يمضي الباقي كما مضى الماضي ، فالماضي قبل فترة وجيزة من فصيلة الباقي ، والباقي بعد وقت سيكون من شريحة الماضي ، وسوف يمضي الباقي كما مضى الماضي وسوف يطويان جميعا بما يحويانه من الأعمال على اختلاف صورها وأشكالها وحسنها وقبحها ومقبولها ومردودها ، ويكتبان في ديوان العلانية والسر ، ولا يفتحان إلا عندما يوضع الكتاب فآخذ كتابه بيمينه وآخذ كتابه بشماله أم من وراء ظهره (ووضع الكتاب فترى المجرمين مشفقين مما فيه ويقولون يا ويلتنا مال هذا الكتابلا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها ووجدوا ما عملوا حاضراً ولا يظلم ربك أحداً ) فهل يرضيك يا أخي أن ترى كل ما جنته يمينك أو عملته يداك أو مشته رجلاك أو تفوه به لسانك أو خططه عقلك أو شاهدته عيناك أو .......... نعم هذا الكتاب يترتب عليه سعادة أبدية سرمدية أو شقاوة أبدية سرمدية
نعم هل يسرك أنك تكاسلت عن الصلاة أو قطعت رحمك أو عقيت والديك أو أجترحت سيئة أو غفلت عن حسنة أو تسمرت بعد عبادة الصيام خلف طيشان الحسنات أو ظلمت ضعيفا أو تكبرت على مسكين أو تعاليت على فقير أو تغتطرست بجاهك بمالك بمنصبك بمكانتك بجمالك بسيارتك بهندامك بشهادتك كل هذا سوف يذهب أدراج الرياح يذهب كما ذهب ثلثنا الأول فكل ما على التراب تراب 0
أخي رعاك الله : أذا أعجبتك نفسك فأنظر لها بعين الحقيقة فأنت خلقت من ماء مهين ، وتحمل في جوفك القذرة وسوف تكون جيفة منتنة ، فعلى ماذا الكبر والغطرسة ، قبل سنين لم تكن شيئا مذكورا وبعد سنين أو أقل سوف تكون نسيا معدوما من أنت أنت لا شيء إلا بالدين لاشيء إلا بالخلق (فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسَانُ مِمَّ خُلِقَ * خُلِقَ مِنْ مَاءٍ دَافِقٍ )
( لقد خلقنا الانسان في أحسن تقويم. ثم رددناه أسفل سافلين.الا الذين آمنوا وعملوا الصالحات فلهم أجر غير ممنون )
أخي المبارك : نحن في بقية الشهر فهل من متعظ هل من مدكر هل من عارف لقيمة الشهر ، فالله الله في العمل ليوم التناد 0
أخي الفاضل : أخاطب فطرتك إيمانك عقلك ضميرك هل أنت من الطاشيين ؟ الطائشون الذي طاشت حسناتهم طاشت أرصدتهم بمشاهدة طاش ما طاش ، نعم طاشت الحسنات وتبخرت وبقيت السيئات وتمكنت ، ولم لا وهم يستهزؤن بالدين ويحاربون عباد الله المؤمنين ( وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ ) ( يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ مَا قَالُوا وَلَقَدْ قَالُوا كَلِمَةَ الْكُفْرِ وَكَفَرُوا بَعْدَ إِسْلامِهِمْ وَهَمُّوا بِمَا لَمْ يَنَالُوا وَمَا نَقَمُوا إِلّا أَنْ أَغْنَاهُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ مِنْ فَضْلِهِ فَإِنْ يَتُوبُوا يَكُ خَيْراً لَهُمْ وَإِنْ يَتَوَلَّوْا يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ عَذَاباً أَلِيماً فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَمَا لَهُمْ فِي الْأَرْضِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا نَصِيرٍ ) نعم وما نقموا منهم إلا عندما كانوا سدا منيعا لمآربهم الخبيثة ، سدا منيعا لسعار شهواتهم ونتن أفكارهم وصديد أهدافهم وقيح مراداتهم ًإنَّهُم يَكِيدُونَ كَيدا ً وَأكِيدُ كَيدا ..
كتبه الشيخ ابو معاذ
وهذه حقيقة فقد أصبح شهر العبادة والقرآن شهر رمضان أصبح شهر التسابق على المسلسلات والبرامج الساقطة من الأجهزة المرئية فلا حول ولا قوة إلا بالله ،
حتى أن مساجدنا لم تعد كما مضى ففي السابق لم يكن المصلي يجد مكان في المسجد خاصة في شهر رمضان أما هذه الأيام فنجد المصلين لا يتجاوزون الخمسة صفوف إن لم يكن أقل ، وبعضهم لا يريد حتى اكمال التراويح فيصلي العشاء ويغادر المسجد .
نسأل الله تعالى أن يرد المسلمين ردا حميدا إلى دينه القويم الذي ارتضاه وأن يصلح شأنهم واحوالهم إنه ولي ذلك والقادر عليه
وكم من مسلم صام رمضان ثم ما لبث أن نسي العبادة فمنهم من لا يعرف المساجد إلا في رمضان والجمعة
أسأل الله أن يصلح الأحوال
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــ